مقال

الاستمتاع بالموسيقى بالزرعات السمعية كيف ساعد البحث العلمي على فتح آفاق جديدة للاستمتاع بالموسيقى بالزرعات السمعية

إقرأ المزيد آخر تحديث: سبتمبر 2020
Christian Duffin بواسطة Christian Duffin
مدة القراءة 5 دقيقة

لقد أثبتت تصميمات الزرعات السمعية نجاحاً في مساعدة مستخدميها في سماع الكلام ولكن فيما يخص الاستماع إلى الموسيقى، فقد واجهت الجهات المُصنعة تحديات أكبر.

الموسيقى أكثر تعقيداً من الكلام

تشرح جوانا بوير – مدير مجال الموسيقى، والتي تعمل لدى شركة MED-EL المتخصصة في مجال الزرعات السمعية وهي أيضاً من مستخدمي الزرعات السمعية، قائلة: " إن الموسيقى تعد أكثر تعقيداً من الكلام لما بها من نطاق أوسع من التردّدات ونطاق حركي أكبر". ولقد عملت شركة MED-EL على تصنيع زرعات أكثر تقدماً باستخدام تقنية " السمع النقي" مصفوفات الكترود اللينة والمرنة لتغطية القوقعة بأكملها وترتب على ذلك تحسن في ادراك الأصوات والنغمات من كل الترددات.

الاستماع الكامل والدقيق للموسيقى

وتضيف بوير قائلة: " باستخدام هذه التقنيات، يستطيع مستخدمو الزرعات السمعية تحسين إدراكهم بالموسيقى لأن سماع الإشارات الموسيقية يكون كاملاً ودقيقاً"، ولقد ساعد ذلك شركة MED-EL على تحديد بعض الأمور العامة التي يواجهها مستخدمو الزرعات السمعية أثناء تعلمهم السمع مرة أخرى – مثل التمييز بين بعض الآلات بعينها عند تشغيل العديد من الآلات الموسيقية معاً أو بين الأصوات السمعية والأصوات الكهربائية، كما يعاني بعض الأشخاص من بعض المشكلات المتعلقة بالانسجام، كما قد يتسبب الاهتزاز الصوتي والآلي في صعوبة لمستخدمي الزرعات السمعية لأن المخ لا يستطيع معالجة النبرات المتغيرة بسرعة عندما تتداخل مع الزرعة.

ويعمل الباحثون في جامعة واشنطن على إيجاد أساليب لصناعة تصاميم أفضل، ويرى السيد/ لي أطلس (Les Atlas) – أستاذ بقسم الهندسة الكهربائية، أن النقطة المحورية هي مساعدة مستخدمي الزرعات السمعية في سماع الكلام في البيئة الضوضائية. ولقد قام الفريق التابع له بتطوير طريقة جديدة لمعالجة الإشارات لتمكين مستخدمي الزرعات السمعية من التمييز بين الآلات المختلفة وسماع أفضل للموسيقى، كما يعمل الباحثون أيضاً على أساليب لمنح مستخدمي الزرعات إدراك أفضل بالنبرة والنغمة.

وقام فريق بجامعة ساوثهامبتون بالمملكة المتحدة ويدعى "المجموعة المتخصصة في الموسيقى" بفحص طرق لمساعدة مستخدمي الزرعات السمعية على تحقيق أعلى استفادة من الاستماع إلى الموسيقى وعزفها.

بدأ الفريق برنامج التوعية بالموسيقى التفاعلية حيث "يمكن للمستخدمين تنزيل البرامج وتنفيذ التدريبات على أساس منتظم حتى يتمكنوا من إعادة تدريب أنفسهم على فهم الموسيقى والبدء في الاستمتاع بها" ، كما يقول ريتشارد بولفرمان ، أستاذ الموسيقى المساعد وخبير واجهه المستخدم بين الموسيقى والتكنولوجيا.

كيف تكون الموسيقى من خلال زرعة القوقعة الإلكترونية؟

سماع الموسيقى من خلال الزرعات السمعية سيكون مختلفاً بالنسبة لكل شخص. تختلف قصة فقدان السمع من شخص إلى شخص، وكذلك يختلف إدراك الموسيقى بعد الزرع. يحتاج الدماغ إلى وقت (لإعادة) التكيف مع المحفزات وبالتالي يحتاج إلى وقت لمعالجتها. يتطلب تعلم السمع باستخدام أي زرعة قوقعة صناعية الصبر والتفاني - ولكن كلما استمع المستخدم إلى الموسيقى، كان صوتها أفضل. في دراسة عن الاستمتاع بالموسيقى، أفاد أكثر من 90٪ من متلقي زرعة ميدال أن الموسيقى ممتعة كثيراً من خلال زرعة القوقعة الخاصة بهم.

كلما استمعوا إلى الموسيقى ، كلما أصبح الأمر أسهل!

بن أوليفر ، محاضر في التأليف الموسيقي في جامعة ساوثهامبتون

الصمم

كان ويل أوجدين عازف جيتار في فرقة موسيقية تسمى "الصمم"، وعلى مدار مشوارهم الفني القصير، عزفوا بنفس طريقة بول ويلر وكيه تي تانستال – وكان هذا إنجازاً مبهراً لمجموعة من المراهقين يعانون جميعهم من فقدان السمع.

ولد أوجدين البالغ من العمر ٢٦ سنة بفقدان سمع عميق ولكنه قام بعمل زرعة سمعية في الثالثة من عمره وتغيرت حياته منذ ذلك الوقت، تشمل هذه الأجهزة الإلكترونية مايكروفون وأجهزة إرسال للكلام على الجزء الخارجي من الجمجمة، بالإضافة إلى أجهزة استقبال ومحفز يتم وضعها عن طريق عملية جراحية بداخل الأذن، وتمنح هذه الأجهزة الأشخاص ممن يعانون من فقدان سمع شديد إلى عميق الإحساس الحقيقي بالصوت.

ويتذكر أوجدين سماعه لأول أغنية في أواخر التسعينات حينما كان في السادسة من عمره وهي أغنية "It was called Two" لفرقة بلير ( Blur) وكانت تحتوي الأغنية على المقطع "woo-hoo"، فيقول: "وهو ما جذبني إليها بشدة وأصبحت عاشقاً للموسيقى".

وبدعم وتشجيع من والده وإعجابه بفرق موسيقى البوب مثل أواسيس وبلير بدأ أوجدين في تعلم العزف على الجيتار وسرعان ما تمكن من كتابة الأغاني. بدأ ضعف السمع منذ ثلاثة أعوام مضت ولكن ظل حب أوجدين للموسيقى باقياً ومع التطور التكنولوجي في مجال الزرعات السمعية ازدادت جودة ما يسمعه.

إصدار الصوت بواسطة الزعانف والأصداف

قام السيد/ بين أوليفر – أستاذ محاضر في مجال التأليف الموسيقي بجامعة ساوثهامبتون وعضو في المجموعة المتخصصة في الموسيقى، بتأليف موسيقى جديدة تستهدف مستخدمي الزرعات السمعية، باستخدام الأدوات اليومية. ويقول " لقد قمت بتأليف أغنية تسمى " By the Sea" بحيث يستطيع المؤديون باستخدام الأشياء الموجودة على الشاطئ مثل الكراسي والزعانف والأصداف للعزف بها، فهي توضح أنك لا تحتاج إلى الآلات الموسيقية لإصدار أصوات، فقد العديد من مستخدمي الزرعات السمعية الأمل في الاستمتاع بالموسيقى ولكن كلما زاد استماعهم إلى الموسيقى كلما كان الأمر أكثر سهولة."

كما قام المؤلف أوليفر سيرل بتأليف مقطوعة موسيقية مخصصة لمستخدمي الزرعات السمعية، في عام ٢٠٠٨ تم عزف المقطوعة الموسيقية 'حوامل الضوضاء' في المعهد الملكي الأسكتلندي للموسيقى والدراما، ولقد تم عزف مقطوعات شهيرة مثل 'Auld Lang Syne'، ولقد قال: "لقد أخترنا الآلات موسيقية منخفضة الصوت مثل الترومبون والكمان الأجهر والساكسفون – مما ساعد مستخدمو الزرعات السمعية لأنهم استطاعوا التمييز بين الإيقاعات".

سهولة الاستماع

ولقد ألف المقطوعة الموسيقية 'حوامل الضوضاء' عقب التشاور مع مستخدمي الزرعات السمعية لمعرفة ما يفضلونه فيما يتعلق بالآلات الموسيقية والأساليب الموسيقية. وعلى الرغم من اكتشافه أن العديد من مستخدمي الزرعات السمعية يواجهون صعوبات مع الآلات مثل: الكلارينيت والأوبرا لما بها من أصوات تشبه الجرس وتذبذب الفبراتو والنبرة، كان من بين مستخدمي الزرعات السمعية محبين للموسيقى الكلاسيكية ومحبين لموسيقى البوب.

ويبدو أن موسيقى البوب أسهل في الاستماع إليها لما تحتويه من إيقاعات متكررة، ولقد قام السيد راي جلوفر البالغ من العمر ٦٥ عاماً، أستاذ ومحاضر جامعي متقاعد وأمين الجمعية الوطنية لمستخدمي الزرعات السمعية بالمملكة المتحدة، بالغناء في فريق المنشدين " capella" من خدام الكاتدرائيات. ولقد قال " لقد ساعدتني الزرعات السمعية في مواصلة الاستمتاع بالموسيقى وخاصة عقب انتهاء مدة إعادة التدريب الخاصة بي عقب إفادتي لمتخصص السمع عما أستطيع سماعه"، ولقد طرأت العديد من التطورات لتمكين مستخدمي الزرعات السمعية من الاستماع إلى الموسيقى بجودة عالية، ومن التطورات الرئيسية إمكانية توصيل أجهزة تشغيل الموسيقى مثل الآي بود مباشرة بالزرعة السمعية، مما ساعد على إبعاد جميع الأصوات المتداخلة الأخرى. تعمل التطورات التكنولوجية ومحاولات الباحثين الدؤوبة على فتح آفاق جديدة لمحبي الموسيقى، ويقول جلوفر "لم أسمع زقزقة العصافير لمدة ٤٠ سنة تقريباً قبل أن أقوم بزراعة زرعة سمعية، ولكنني أستطيع الآن تمييز زقزقتها اعتماداً على ذاكرتي".

الاستمتاع بالموسيقى بالزرعة السمعية

يمكن للزراعات السمعية أن تحسن من جودة الحياة لضعاف السمع بشكل كبير - كما أن الموسيقى أيضاً جزء هام من ذلك إذا استخدمنا التكنولوجيا المناسبة. MED-EL هي الشركة الرائدة عالمياً فيما يتعلق بسماع الموسيقى بالزرعات السمعية.

Learn more

بحث في الموقع

اكتشف المقالات

يوفر Explore Life لك مجموعة متنوعة من المحتويات الفريدة من نوعها مع التركيز على حاسة السمع وأهميتها.