مقابلة متميز

بطل صغير و إنجارات كبيرة الحب يصنع النجاحات

إقرأ المزيد آخر تحديث: فبراير 2020
Nahla Karam بواسطة Nahla Karam
مدة القراءة 2 دقيقة

لم يكن من السهل على فاطمة سمير أن تكتشف أن ابنها إياد لديه مشكلة في السمع حين كان عمره عامًا، إلا أن هذا الأمر كان حافزًا لها لتقدم له كل الدعم، وكان حافزًا لإياد نفسه ليحقق النجاحات في كل نواحي الحياة، وقد التقينا مع فاطمة لنكتشف أكثر التحديات التي واجهتها في رحلتها مع إياد وكيف واجهتها.

كيف اكتشفتِ أن إياد يعاني من مشكلة في السمع؟

اكتشفت أن إياد لديه مشكلة في السمع عندما كان عمره عامًا، وذلك حين لاحظت أنه لا يستجيب لأي مؤثر سمعي أو أي صوت مهما كان مرتفعًا، وفي نفس الوقت لم يكن ينطق بأي كلمة حتى ولو كانت بسيطة مثل "ماما" أو "بابا"، فتوجهنا مباشرة لعمل تخطيط سمع له بناءً على توجيه من طبيب أطفال، واكتشفنا أن لديه ضعف سمع شديد.

كيف كان شعورك وقتها؟

بالطبع شعرت بالصدمة، فهذا الأمر لم يكن متوقعًا نهائيًا، خاصة أن هذه المشكلة لم تكن موجودة في تاريخ العائلة، ولم يواجه أحد ممن حولي هذا الأمر من قبل، فكانت المرة الأولى بالنسبة لي التي أسمع بها عن مشكلة مماثلة.

ما التحديات التي واجهتيها حينها؟

كانت هناك صعوبة شديدة في التواصل مع إياد، لأنه كان يفهم ما يدور حوله، لكنه لم يكن قادرًا على التعبير عن متطلباته أو احتياجاته المختلفة، مما كان يؤثر على انفعالاته، فكان عصبيًا للغاية.

ما الخطوة التي اتخذتيها لحل ذلك؟

ارتدى إياد سماعة عادية لمدة ثلاثة أشهر مع المتابعة بشكل مستمر، لكن للأسف لم يكن لها أي نتيجة، ولم تحسن سمعه على الإطلاق ولم يستفد منها، فاتخذنا قرارًا وقتها بزراعة القوقعة له، ولم نتردد لحظة في اتخاذ هذا القرار نهائيًا، وقمنا به بشكل سريع، لأنه كان الحل الوحيد لمشكلة إياد حتى يصبح طفلاً طبيعيًا.

© MED-EL

كم كان عمره حين زرع قوقعة؟

كان عمره وقتها عامًا وعشرة أشهر، وكان ذلك فترة مبكرة، لذلك تمكنا خلال أربع سنوات حين بلغ عمره ست سنوات من سد الفجوة بين عمره الزمني وعمره السمعي اللغوي، وأصبح طفلاً طبيعيًا مثله مثل أي طفل في عمره من الناحية اللغوية.

لماذا اتخذتِ قرارًا بزراعة قوقعة في أذن إياد الأخرى؟

اتخذت قرارًا بزراعة قوقعة لإياد في أذنه الأخرى، لأنه حين يسمع بأذنين أفضل بكثير من أن يسمع بأذن واحدة، فالسمع بأذنين يوسع المجال السمعي داخل المخ، مما يجعل إياد قادرًا على تحديد اتجاه الصوت، وهذا بالطبع يحسن من أدائه ويزيد تركيزه في الحياة بشكل عام.

ما الرسالة التي توجهينها لأهالي زراعي القوقعة؟

رسالتي لأهالي الأطفال الذين يعانون من نفس مشكلة إياد أن يحبوا ويتقبلوا أطفالهم كما هم، لأن هذه المشكلة ليست بيد الطفل، وأن يوفروا لأطفالهم أفضل تأهيل لغوي متاح، وأن يعملوا على تطوير المهارات الاجتماعية لدى أطفالهم، خاصة المهارات الحياتية بصفة عامة، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي وتحقيق الأمان داخل الأسرة، والاستمرار في بذل الجهد طوال الوقت.

لا شيء يقف أمام الحب والدعم

رغم أن مشكلة ضعف السمع لدى الطفل قد تكون صدمة بالنسبة لوالديه حين يكتشفا الأمر، إلا أنها مثل أي تحدِ في الحياة يمكن التغلب عليه ببذل الجهد وتقديم الكثير من الحب والدعم والمثابرة، وهو الأمر الذي أدركته والدة إياد جيدًا، فقدمت له كل الدعم والحب حتى أصبح مقبلاً على الحياة وراغبًا في إثبات نفسه والتفوق في كل مجال يدخل به، ليصبح أفضل مثالاً على أن الحياة مليئة بالإمكانيات والفرص التي تنتظر من يقتنصها.

إغلاق

المزيد من المجموعة حياة مليئة بالإمكانيات

المقالات

المجموعات المتشابهة

المزيد من المجموعة

بحث في الموقع

اكتشف المقالات

يوفر Explore Life لك مجموعة متنوعة من المحتويات الفريدة من نوعها مع التركيز على حاسة السمع وأهميتها.