التواصل مع العالم الخارجى حول الحلول السمعية وجودة الحياة التى تحققها

وبمجرد حدوث حركة في السائل، تبدأ الخلايا الشعيرية الصغيرة التي تغطي الجدار الداخلي للقوقعة في التحرك مثل تحرك الطحالب البحرية بانسجام مع الأمواج، وتتصل الخلايا الشعيرية بالأعصاب السمعية الموجودة بالجانب الآخر من جدار القوقعة، وحينها تتحول المعلومات الخاصة بالحركة إلى نبضة كهربائية تنتقل بعد ذلك عبر المسار السمعي حتى تصل إلى قشرة المخ، وحينها وفي النهاية نفسر المعلومات على أنها أصوات.

عندما يحدث خلل في عملية السمع

يوجد الكثير من المراحل في عملية السمع والكثير من النقاط التي يمكن أن تنقطع فيها عملية السمع، وبغض النظر عن مكان حدوث الانقطاع، تتراوح النتيجة من مجرد ضعف بسيط في السمع إلى صمم كامل، وإذا تضررت طبلة الأذن أو إذا لم تتمكن العظيمات من التحرك، لا يمكن للموجات الصوتية أن تصل إلى الأذن الداخلية، وغالبًا يكون ضعف السمع التوصيلي مؤقتًا ويمكن علاجه بشكل جيد في أغلب الأحيان، ولكن إذا توقفت خلايا الشعيرات الحسية داخل القوقعة عن العمل، على سبيل المثال بسبب انكسارها بسبب الضوضاء العالية، ينتج عن ذلك فقدان السمع الحسي العصبي الذي لا يمكن علاجه.

كما يوجد نوع آخر من أنواع فقدان السمع، الذي يعد نادرًا ولكن خطيرًا، وهو فقدان السمع العصبي، ويحدث ذلك عند تضرر الخلايا السمعية أو فقدانها بالكامل وعدم استقبال المخ أي إشارات من الأذن على الإطلاق. وعندما يفقد الشخص السمع، يفقد صلته وتواصله مع العالم الخارجي، فحتى ضعف السمع المتوسط من الممكن أن يؤثر بالسلب على التمتع بحياة اجتماعية جيدة، فعلى سبيل المثال تصبح الأحاديث صعبة ويصبح الذهاب للسينما أو المسرح أمرًا محبطًا بدلًا من كونه أمرًا ممتعًا، وكلما ازدادت شدة ضعف السمع، كلما ازداد اعتماد الشخص على الآخرين وزادت احتمالية تأثر جودة حياتهم بالسلب.

زيادة الوعي لمستقبل أكثر إشراقًا

لم يحصل العديد من الأشخاص المصابين بضعف السمع على زرعة إلى الآن، ويعود السبب وراء ذلك جزئيًا إلى انعدام الموارد المالية في الكثير من الدول، ولكنه يعود جزئيًا أيضًا إلى غياب الوعي العام عن كيفية تحول الحياة إذا استطاع الشخص أن يسمع مجددًا، وبالنسبة للأطفال على وجه الخصوص، فإن ضعف السمع، أو حتى عدم القدرة على السمع مطلقًا، يمكن أن يكون له أثر هائل على تطورهم، وتريد MED-EL أن يحصل جميع الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع على زرعة قبل بلوغهم سن الخمس سنوات، فالسمع في السنوات الأولى من العمر يصنع فارقًا كبيرًا في جودة الحياة فيما بعد، ففي نهاية الأمر، كي يتعلم الأطفال كيفية الكلام، يجب أن يتمكنوا أولًا من سماعه.

وكما قالت المديرة التنفيذية لـ MED-EL، دكتورة إنغيبورغ هوشمير: "تتمثل مهمتنا في الوصول إلى جودة حياة أفضل للأشخاص المصابين بتحدى ضعف السمع، خاصة الأطفال منهم".