مقال متميز

الرسالة وصلت، مسموعة وواضحة إيجاد طرق للتواصل تناسب القرن الحادي والعشرين

إقرأ المزيد آخر تحديث: سبتمبر 2019
Katherine Diggory بواسطة Katherine Diggory
في المجموعةالحياة
مدة القراءة 3 دقيقة

من أقوال الشاعر جورج برنارد شو الشهيرة: ''إن المشكلة الأكبر في التواصل هي توهم وجودها''. وعلى الرغم من تغير الكثير من الأمور منذ زمن شو، يظل هذا القول الحكيم صحيحًا اليوم إذ تتوافر لدينا فرص لا حصر لها للتواصل، ولكن التحدي الرئيسي اليوم هو التأكد من أن تكون رسائلنا مسموعة وواضحة للمتلقي.

التواصل اللفظي

منذ العصر الحجري والإنسان يعلم أنه بحاجة إلى التواصل مع الآخرين، فهو يدرك أنه الأمر الذي يحفظ له حياته. فعندما كان يحتاج للطعام أو الراحة أو تقسيم العمل، كان يعلم أنه يجب إبلاغ كل هذه الأمور لأخيه الإنسان.

على الرغم من النقوش المحفورة على جدران الكهوف، كانت الكلمة المنطوقة هي وسيلة التواصل الرئيسية، فقد أطلق الإنسان أسماء على الأشياء مما ساعده على الإشارة لما يريد. وحتى اليوم تكون لدى الأطفال حاجة ملحة لتعلم الكلام لنفس السبب، وهو الرغبة في إخبار الآخرين عما يحتاجونه.

واليوم، لا يزال التواصل اللفظي وسيلة التواصل الأهم لنا، ولكن لكي تكون هذه الوسيلة فعّالة، يجب على المتحدث ان يرسل رسالة مفصلة وواضحة. وتعتبر كيفية تفسير الرسالة شديدة الأهمية، لذلك هناك العديد من مهارات التواصل اللفظي التي تتراوح من الواضحة (القدرة على التحدث بوضوح أو الاستماع على سبيل المثال) إلى غير الملحوظة (مثل الإظهار والإيضاح المتضمنان إعادة صياغة ما فهمته مما قاله المحاور). وتعد هذه المهارات شديدة الأهمية في التواصل الخطي الذي يشمل قدر قليل أو معدوم من التواصل غير اللفظي للمساعدة على تفسير الرسالة.

لغة الإشارة

تزداد أهمية التأكد من فهم رسائلنا فهمًا صحيحًا عند التواصل مع هؤلاء الذين يواجهون صعوبات في السمع، غير أنه في بعض الأحيان يكون التواصل اللفظي خيارًا غير مطروحًا، لذلك نشأت لغة الإشارة لمساعدة الصم للتعبير عن مشاعرهم والمشاركة في الحوارات والتعلم وممارسة حياتهم بصورة طبيعية قدر الإمكان.

تعتبر لغة الإشارة واحدة من أوائل صور التواصل الإنساني وأهمها، فقد استخدم الأمريكيون الأصليون إشارات اليد البسيطة للتواصل مع القبائل الأخرى ولتسهيل التجارة مع الأوروبيين،

لغة الجسد

ووفقًا للأب الروحي للإدارة، بيتر فردناند دراكر: "أهم ما في التواصل هو أن نسمع ما لم يُقال"، وهو هنا يشير إلى لغة الجسد، أو بالأحرى إلى الإشارات غير اللفظية. تتمثل لغة الجسد في استخدام السلوك الجسماني والتعبيرات والإيماءات المعتادة للتواصل تواصلًا غير لفظي وهو ما يحدث غالبًا بشكل فطري أكثر منه واعٍ.

تعتبر دراسة لغة الجسد أداة معروفة جيدًا في مجال القانون، فمن المعروف أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يدرس لغة الجسد للتمكن من إلتقاط مفاتيح الحل غير المنطوقة من المشتبه بهم أو حتى الضحايا مما يؤدي إلى التوصل إلى حكم مدروس جيدًا. كما أن لها دورًا كبيرًا في عالم الألعاب، فلعبة البوكر تتضمن القدرة على قراءة لغة الجسد الصادرة من الخصوم وتحليلها.

عندما نتفاعل مع الآخرين، فإننا نستمر في إرسال واستقبال إشارات صامتة سواءً كنا مدركين لذلك أم لا. وترسل جميع سلوكياتنا غير اللفظية، أي الإيماءات التي نقوم بها والوضعية التي نتخذها ونبرة الصوت التي نتحدث بها ومقدار التواصل البصري الذي نقوم به، رسائل قوية يمكن أن تُشعر الناس بالراحة وتبني الثقة وتجذب الآخرين نحونا. وإذا كانت هذه الرسائل تتعارض مع ما نقوله، فيمكن أن تُشعر الناس بالإهانة أو الارتباك، ولكن عندما تكون لغة جسدنا مؤداة بالشكل الصحيح ستساعد على تفسير الرسالة.

© Archive

وسائل الاتصال الرقمية

منذ ظهور التقنية الرقمية، تطورت مجموعة كاملة لوسائل الاتصال، وقد جلب هذا الكثير من الفوائد، فعملت الاتصالات الهاتفية المرئية على تقريب المسافات بيننا وبين أقاربنا الذين يعيشون بعيدًا عنا، ومن خلال الرسائل الفورية يمكننا طرح سؤال سريع وتلقي الإجابة عليه على الفور دون استغراق أي وقت على الإطلاق، والآن لا نتواصل مع البشر فحسب، بل يمكننا التحدث إلى سيرى وأليكسا (مساعدان شخصيان ذكيان) كما لو أنهما من أفراد أسرتنا.

غير أنه عندما ازدادت الإمكانيات، أدى ذلك بالكثيرين إلى الشك في جودة التواصل. فالرسائل الفورية تعني أن تكون رسائلنا موجزة للغاية كما لا تمكنا من ملاحظة لغة الجسد أثناء التواصل مما يتسبب عادةً في حالات من سوء الفهم. إن إجراء مكالمات عبر سكايب وفيس تايم لأمر رائع، ولكن التكنولوجيا لا تعمل دائمًا بمفردها، أي أن بطء الاتصال بالإنترنت يمكن أن يؤدي إلى محادثة غير مكتملة. تتطاير الرسائل حولنا باستمرار ولكن في كثير من الأحيان تُفقد مما يتسبب في حدوث انقطاع في التواصل.

الأمر يتعلق بالتواصل

إنه التواصل! تلعب وسائل الاتصال دورًا مهمًا ولكنها في النهاية هي مجرد وسيلة لتحقيق غاية. ما عليك إلا اختيار الوسيلة التي تمكنك من قول ما تريد قوله ومتلقي لفهمه. يجاهد الكثير من البالغين لتعلم لغات مختلفة ويبدو أننا نسينا أن ما يهم ليس إتقان قواعد اللغة بل التأكد من أن ما نقصده يكون مسموعًا وواضحًا!

إغلاق

المزيد من المجموعة الحياة

المقالات

المجموعات المتشابهة

المزيد من المجموعة

بحث في الموقع

اكتشف المقالات

يوفر Explore Life لك مجموعة متنوعة من المحتويات الفريدة من نوعها مع التركيز على حاسة السمع وأهميتها.