رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد طقوس محببة تسود العالم الإسلامي

احتفل المسلمون في جميع أصقاع العالم مؤخراً بحلول شهر رمضان المبارك، وهو الشهر التاسع في التقويم الهجري، وهو شهر مميز لدى المسلمين حيث أنزل فيه القرآن على النبيّ محمد صلىّ الله عليه وسلّم، كما أن صوم شهر رمضان هو الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة.

وتتجسد ممارسات المسلمين الدينية في هذا الشهر الفضيل في الامتناع عن الطعام والشراب خلال الفترة الممتدة بين شروق الشمس وغروبها. ويعتبر رمضان شهر الخير، والتقوى، والإحسان والعبادة والفضائل. ويتجسد به التمسك بالعادات والتقاليد كصفات يتحلى بها الشهر في مختلف الدول العربية والاسلامية؛ لاسيما في منطقة الخليج العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة. وللشهر الفضيل في الدول العربية عموماً ، نكهة مميزة تتمثل في مراسم استقباله ووداعه وأكلاته المتنوعة، فضلاً عن لياليه الروحية وما يرافقها من نشاط اجتماعي مكثف لتعزيز صلة الأرحام والترابط. ففي صباح أيام شهر رمضان تتعالى أصواتُ تجويد السور القرآنية، كما أنّ الإفطار يكون جماعيًا طيلة أيام الشهر، إذ تحتشدُ العائلاتُ لتنتظر أذان المغرب وتناول طعام الإفطار معًا، فيكون حقًا إفطارًا هنيئًا. ورغم تغير الظروف المعيشية للناس؛ فإن رمضان هو نفسه على مر الأزمان؛ العادات والتقاليد لم يطرأ عليها أي تغيير، بل تعمقت في المجتمع العربي.

ويهنئ المسلم إخوانه بهذه المناسبة قائلاً "رمضان كريم"، وتعقد خلال شهر رمضان الفضيل، حيث الخيم الرمضانية المنصوبة والمخصصة للزوار وعابري السبيل، وإلقاء الشعر والقصائد، وتلاوة القرآن. كما يعتبر مدفع رمضان من أبرز التقاليد المميزة للشهر الفضيل. ويمكن أن يسمع صوت المدفع إلى حوالي 8-10 كيلومترات. ويقوم المدفع بدور التنبيه لمواقيت الإفطار اليومية والإمساك ويُسمع في مناطق متنوعة عبر الدولة.ويشكل هذا التقليد أهمية خاصة للأطفال ، فصوت "الانفجار الكبير" يعني لهم المتعة والإثارة بصرف النظر عن الحلويات وغيرها من وجبات الطعام، والأنشطة الخاصة المجهزة لهم.

ومن التقاليد المميزة والمحببة أيضاً، سماع نداء المسحراتي يومياً قبيل السحور. والمسحراتي لطالما ارتبط وجوده بفرحة استقبال شهر رمضان الكريم، فما زال هذا الطقس وهذه المهنة موجودة إلى يومنا هذا على الرغم من التطور التكنولوجى الكبير، لما لها من فرحة وآثر ملموس على حياتنا، وتوجد دول كثيرة تطلق علي المسحراتي أسماء مغايرة كأبو طبيلة في الإمارات، والنفار في المغرب، والطبال في لبنان. ولعل أهم ما يميز شهر رمضان هو الإحسان، والتكافل الاجتماعي، والتآزر الإنساني. وليس من الضروري تقديم المال، حيث يمكن أن تكون الأعمال الخيرية في تقديم وجبات الإفطار، وتوفير المواد الغذائية والوجبات للمحتاجين، التبرع بالملابس، وغيرها من المبادرات الإنسانية التي تسهم في تشجيع التقارب والاحساس بالمساواة بين أفراد المجتمع.