مقال متميز

كيف يتأثر عقل الإنسان بالقراءة؟ لايزال القاريء مُتعطشًا للكتب حتى في عصرنا الرقمي!

إقرأ المزيد آخر تحديث: مايو 2019
Abdelrahman El Mawawi بواسطة Abdelrahman El Mawawi
في المجموعةالحياة
مدة القراءة 3 دقيقة

تعزز ممارسة القراءة قدرات عقل الانسان وتسهم في تغييرك إلى شخص أفضل. وتأتي المتعة من القراءة نتيجة إفراز المخ لمادة الدوبامين التي تفرزها الرياضة.

القراءة هي الوسيلة التي تُكسب الانسان مهاراتٍ متعدِّدة فتضيف الكتب لقارئها شتى ألوان المعلومات وتزيد من قدرته على تحليل الأمور وربط عناصرها ببعض وتمنحه مهارات للفهم أسرع من غيره وتجعل منه شخص قادر على النّقاش والحوار. وتعمل هذه المهارات على تطوير شخصيّة الفرد بشكل مُختلف وكبيرٍ جداً لا يتسنّى له تكوينها بدون ممارسة هذا النّشاط الرائع.

وقد يتعلّم عن لغات غير لغته الأم ويُطوِّر من اللغات التي يجيدها؛ ومثلما تنص القاعدة اللغوية على أن المتحدث الجيد هو مستمع جيد، فالقراءة تُحسن مهارات التواصل والقدرات السمعية والكتابية. وذلك من خلال عدد كبير من المفردات المتنوّعة التي يتعرض لها القاريء كما تسهم في تطوير قدرته على التعبير عن نفسه وعمَّا يجول من أفكار في خاطره، مما يجعل لديه قبولاً واسعاً عند الناس. وتعتبر القراءة مؤشر لتقدم الأمم وبها ترتقي الشعوب ويمتد أثرها بالرغم من قدوم العصر الرقمي. ولا يخفى على أحدنا التغيير الطاريء على ممارسات القراءة على الانترنت والهواتف والأجهزة النقالة الذكية. واتخذت هذه الوسائط الرقمية والاعلامية والاجتماعية الجديدة وسريعة التطور من المحتوى المكتوب موضوعات جمة لقارئيها. وبالرغم من التقدم الذي غير مسار القراءة بشكل ملحوظ إلا أن
الكتاب المطبوع الذي يستمتع القارئ المتمرس برائحة أوراقه لم يفقد سحره الأمر الذي يعرف بالصمود الثقافي.

وتختلف عادات القراءة من دولة لأخرى فوفقًا لمؤشر الثقافة العالمي تتصدر الهند قائمة الدول التي يقضي مواطنوها أكبر وقت في القراءة اسبوعيا (10 ساعات و42 دقيقة) وتليها تايلاند والصين والفلبين وجاءت مصر في المرتبة الخامسة بواقع 7 ساعات ونصف الساعة والسعودية في العاشرة بمعدل 6 ساعات و48 دقيقة.

ويتصدر دون كيخوتي دي لا مانتشا للكاتب ميغيل دي ثيربانتس سابيدرا قائمة الكتب الأكثر مبيعا بواقع 500 مليون نسخة ما يجعله الكتاب الأكثر شيوعا في العالم كما تظهر كتب متنوعة من سلسلة هاري بوتر في قائمة أفضل الكتب مبيعًا، مما يجعلها من أكثر الكتب ربحية في العالم. وباع كتاب هاري بوتر والطفل الملعون مليوني نسخة في اليومين الأولين، وكان أكثر الكتب مبيعًا في الولايات المتحدة عام 2016.

وجد العلماء والأطباء للقراءة عدد من الآثار الإيجابية والفوائد التي تعود على عقل الانسان. فالكتب تُلهم روح الإبداع وتعمل على تحفيز الفكر النقدي وتزيد من التعاطف مع الآخرين بالإضافة إلى مُحفزات جمة تدفعها وتعززها قوى الكلمة المقروءة. إليك بعض ما تتركه القراءة على عقلك!

  1. تجعلنا القراءة أكثر حساسية يتمتع قُراء القصص والروايات الأدبية بالتعاطف مع الآخرين والتفاعل مع أفكارهم أكثر من أولئك الذين يقرؤون كتب غير قصصية/خيالية. وبعبارة أخرى، يُعتبر قراء قصص الخيال أكثر تعاطفًا، ولديهم وقت أيسر لرؤية المواقف من وجهات نظر مختلفة، وذلك فقط بسبب قراءاتهم عن شخصياتهم المفضلة.

  2. تسهم الكتب كثيرًا في تحفيز العقل يمكن أن تساعد القراءة بشكل مُنتظم على على تحفيز عقلك وإبطاء مرض الزهايمر والخرف بشكل خاص. تمامًا مثل ممارسة الرياضة البدنية؛ كلما تحركت، كان شكلك أفضل ولكي يبقى عقلك سليم ويقظ، فإنه يحتاج إلى التدريب. وتحافظ ممارسة القراءة، إلى جانب بعض الألغاز والألعاب، على مستويات نشاط وقوة عالية لعقلك.

  3. تسمح لنا القراءة بالتعرض إلى وتجربة المزيد من ألوان الاحساس وجدت الدراسة التي أجرتها جامعة إيموري أن القراءة تزيد من نشاط الثلم المركزي للمخ (معلم بارز يفصل بين الفص الجداري والجبهي وبين القشرة الحركية الأولية والحسيّة الجسديّة الأولية) واسمه العلمي central sulcus وهو المسئول عن مهارتنا الحركية. فمثلًا إذا قرأنا فقرة تتناول شخص يمشي في طريق ما، يجعلنا نشاط الخلايا العصبية في منطقة الثلم نشعر كما لو أننا نشهد المشي بأنفسنا. ومن هنا ندرك أن المعرفة قائمة على أُسس وهذا المفهوم يثبت أن القراءة تضعك فعليًا مكان شخص آخر من خلال بيولوجيا المخ.

  4. عندما نقرأ بانتظام نَحدُ من التوتر عندما تجعل من القراءة عادة، يكون من الأسهل على عقلك الاسترخاء ونقلك مؤقتًا إلى عالم آخر. ولتعلم أن الكتاب الجيد لديه قدرة سحرية على تقليل ضغوطك اليومية، ووضعك في مكان شخصياته، ويبقي تركيزك مُنصبًا على ما تقرأه حولها. إذا كنت تبحث عن وسيلة سهلة للاسترخاء وتخفيف وطأة الضغوط، فحاول تطوير القراءة بشكل متكرر إلى عادة لا تنقطع.

  5. يمكن أن تحسن القراءة ذاكرتنا عندما تقرأ، تعمل وظائف مختلفة داخل الدماغ، مثل الوعي الفونيمي* (تمييز الفونيمات)، والعمليات البصرية والسمعية، والفهم، والطلاقة، وأكثر من ذلك. تحرك القراءة عقلك نحو العمل، وتحفاظ على التركيز، وتسمح لعقلك بمعالجة الأحداث التي تحدث أمامك. وكلما قرأت واشركت هذا الجزء من عقلك، كان من الأسهل الحفاظ على قوة ذاكرتك.

القراءة هي المعول الذي يحطم الجدران لتكتشف العالم من حولك وتذهب بمخيلتك لأبعد الحدود. تغير القراءة حياة مُعتنقها وتشكلها وفق ما يصبو إليه. فمن خلال القراءة والبحث تغلبت على اضطراب القلق الاجتماعي (أو social anxiety disorder) وأصبحت اجتماعيًا أكثر وبالكتب طورت نظام غذائي واتبعت ما هو صحي وسليم وغيرها الكثير.

وأنت ما الذي عادت به القراءة والكتب عليك؟

إغلاق

المزيد من المجموعة الحياة

المقالات

المجموعات المتشابهة

المزيد من المجموعة

بحث في الموقع

اكتشف المقالات

يوفر Explore Life لك مجموعة متنوعة من المحتويات الفريدة من نوعها مع التركيز على حاسة السمع وأهميتها.