مقال متميز

ما الصلة بين فقدان السمع لدى كبار السن ومرض الزهايمر؟ يكتشف العلماء أن هناك صلة بين فقدان السمع لدى كبار السن وظهور أمراض الشيخوخة!

إقرأ المزيد آخر تحديث: يوليو 2019
Naglaa Nasser بواسطة Naglaa Nasser
في المجموعةالحياة
مدة القراءة 2 دقيقة

في الأعوام الأخيرة ومع تزايد متوسط الأعمار النسبية للبشر ،خاصة مع تطور الرعاية الصحية ،وابتكار طرق جديدة وفعاله في علاج الأمراض، والقضاء علي الكثير من الأمراض المزمنة التى لم يكن لها علاج من قبل، حيث لوحظ زيادة في متوسط أعمار البشر وارتفعت ارتفاعا ملحوظا في الحقبة الأخيره، فبعد أن كان متوسط الأعمار تتراوح ما بين ٦٠-٧٠ عاما ،أصبحت الآن تتراوح ما بين ٨٠-٩٠ عاما ،وربما تجاوزت ذلك قليلا أيضا في بعض البلدان .

ومن المعلوم طبيا أن مع تزايد العمر يبدأ العصب السمعي في الضعف، وتبدأ الشعيرات الحسية السمعية في التناقص، وخاصة في بعض الترددات العليا، ونضيف إلى ذلك أمراض ارتفاع ضغط الدم والسكر التي لها تأثير مباشر على السمع ،وبهذا يبدأ ظهور ضعف سمع بسيط إلى متوسط عند غالبية كبار السن.

وما حدث هو الآتي، وهو يعتبر اكتشاف كبير ومفاجأة في نفس الوقت ،حيث لاحظ بعض الاطباء،هذه الصلة بين فقدان السمع عند كبار السن وبدايات ظهور أمراض الشيخوخة وخاصة الزهايمر ،مما جعلهم يبدأون هذه الدراسة المثيرة .

حيث تم فحص عدد من كبار السن الذين يعانون من فقدان الذاكرة، وذلك بين أعمار ٤١ و٨٨ عاما، بإجراء بعض الفحوصات والإختبارات التي تعطينا قياسات دقيقة لبعض القدرات العقلية المختلفة، وخاصة المتعلقة بالذاكرة ،وقدرة العقل والخلايا العصبية على ربط الأحداث فيما بينها ،وأيضا تم لهذه العينة المختارة قياسات سمعية ل التعرف على قوة السمع لديهم في الترددات المختلفة ،حيث وجد أن معظم هؤلاء ،يعانون من ضعف سمع بسيط إلى متوسط ،ولا يستعينون بأي معونات سمعية،وهذا أدى إلى تأثير مباشر على الذاكرة ،ولقد أعزي هذا إلى ضعف السمع وليس ضمورا في الخلايا كما كان يعتقد سابقا . .

وفي آخر ترتيب لأهم الأمراض المزمنة في العالم حاليا فأن ضعف السمع يعتبر ثالث أكبر مرض مزمن يعاني منه كبار السن في العالم .

إذا فنحن أمام مشكلة متزايدة الآن،وقد تم رصدها من فترة ،وخاصة في عالمنا الشرق الأوسطي ،حيث لا يتم التعامل مع مشاكل الشيخوخة بشكل حازم،بل لا ينظر لها على أنها مشكلة متزايدة ومتفاقمة، وذلك لأنه في الأغلب يتم احتواء كبار السن داخل أسرهم الصغيرة والتعامل معهم في حدود ضيقة ،مما يقلل من قدرتهم على التواصل مع العالم الخارجي،والتعرض لمختلف الموثرات الصوتية والعصبية ، فيبدأون في الإنزواء ،وربما الإكتئاب أيضا ،دون النظر لأبسط حل أو لمواجهة جذور المشكلة ،وهو الحرمان السمعي. ولهذا و لانتشار أمراض الشيخوخة،خاصة مع زيادة متوسط عمر الفرد ،فإن حرمان هؤلاء من جزء هام من المحفزات لعقولهم ،المتمثل في التحفيز السمعي ،يؤثر تأثير امباشرا على الذاكرة ،حيث تتلاشى بالتدريج بعض الأصوات ، وبالتالي تتلاشى الكثير والكثير من الذكريات المتعلقة بهذه الأصوات ،وبمرور الزمن تبدأ مراحل جديدة من فقدان الذاكرة ،مما يتفاقم ليصل بنا إلى مرض الزهايمر .

أمر مخيف ،أليس كذلك ،من منا كان يظن يوما أن حرمانه من بعض النغمات ، أو من بعض المؤثرات الصوتية العادية التى نسمعها كل يوم ،فلا نقدرها أو نشعر بها، بل ربما لا نقف عندها لنستمتع بها، هذه الأصوات عندما نفقد الشعور بها، يمكن أن تؤثر على محو أحداث عشناها وذكريات نحتفظ بها ،بل وحياة كاملة وتجارب خضناها ولهذا ينصح أطباء السمعيات في العالم ،بإجراء فحص سمعي عند بداية المعاناة من بعض أمراض الشيخوخة ،تجنبا لمضاعفات فقدان الذاكرة السمعية ،،وما يترتب عليها من فقدان الذاكرة بشكل عام ،فالحل بسيط ل الغاية،فقط اجراء قياس سمعي، ثم توصيف لمعينة سمعية ،مناسبة ،وتحتفظ بذاكرتك والكثير من قدراتك العقلية.

إذا ففقدان السمع لدى كبار السن له تأثيره الحاد على الذاكرة والتركيز ،وهو من أهم العوامل المؤثرة والمحافظة ل الإصابة بفقدان الذاكرة وأمراض الشيخوخة، ومن أهمها الزهايمر. هذه دعوة لك ولكل من تحب، أحتفظ بذكرياتك ،أحتفظ باحبابك ،بالحفاظ على قدراتك السمعية!

إغلاق

المزيد من المجموعة الحياة

المقالات

المجموعات المتشابهة

المزيد من المجموعة

بحث في الموقع

اكتشف المقالات

يوفر Explore Life لك مجموعة متنوعة من المحتويات الفريدة من نوعها مع التركيز على حاسة السمع وأهميتها.